الخميس، 3 نوفمبر 2011

كان لرجل زوجة صالحة جميلة، يعيشان في هناء و سعادة، يحبها و تحبه .وقد حل بالقرية التي يسكنان فيها مرض من أعراضه انتشار الدمامل في الجسم . مما يسبب تشويه بشرة المصاب إلى حد البشاعة.
.



...
وفي يوم ظهرت على الزوجة أعراض هذا المرض الخبيث فعلمت أنها مصابة به وستفقد جمالها لا محالة .. وحيث أن الزوج كان مسافرا حاولت جهدها و بأي طريقة أن تخفي عنه الإصابة .
في طريقه للعودة يصاب الزوج بحادث يؤدي لفقده بصره ، تتألم الزوجة لذلك غير أنها ترضى مستسلمة لقدرهما ، فلعل الله لم يرد أن يزعزع ذاك الحب المنغرس بينهما، وعاشا حبيبين سعيدين ، قانعين بما كتبه الله لهما ، وتفاقمت الإصابة ...انتشرت الدمامل في صفحة ذاك الوجه المشرق ...ذبلت الوجنتان و تجعد الجبين الوضاح... وغزا التشوه وجه الزوجة بأكمله...و الزوج لما يزل يحيا بحبها وصورة وجهها الصبوح منقوشة في خياله ... وتمضي الأيام و السنون...أربعون سنة تمر على هذا الحال ، الاحترام متبادل ، الحب دائم ، و المودة ديدنهما...إلى ان سقطت ورقتها ...و شُيعت إلى مثواها الأخير ..و بكى الزوج على فراق عشيرته، حزن حزنا شديدا لفراق حبيبته.. وحينما انتهت مراسيم الدفن ..و هم كل حي للعودة من حيث أتى .. قام الزوج ليغادر المقبرة فإذا بأحدهم يناديه ليسأله:



إلى أين أنت ذاهب؟


إلى بيتي
اسمح لي أقودك ، فلا يمكنك العودة لوحدك
بلى يا أخي ، فأنا لست أعمى كما يظن الجميع
كيف ذلك؟
تظاهرت بالعمى حفاظا على مشاعر زوجتي ، علمت بمرضها , وقد كانت نعم الزوجة فخشيت أن تُحرج من مرضها أمامي، فتظاهرت بالعمى طوال الأربعين سنة وتعاملت معها بنفس حبي لها قبل مرضها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق